المعرض الرئيسي
المضامين الرئيسية
يمثل العصر الذي نعيش فيه رابع الثورات التكنولوجية التي غيرت وجه الصناعة. حدثت الثورة الأولى في القرن الثامن عشر عندما صنعت المحركات البخارية والكهربائية لأول مرة، حدثت الثورة الثانية في أوائل القرن العشرين مع بدء الإنتاج الضخم والمصانع العملاقة، وحدثت الثورة الثالثة في منتصف القرن العشرين عندما أدخِلَت الوسائل والتقنيات المحوسبة لعمليات الإنتاج لتحسينها وزيادة نجاعتها. أما الثورة الصناعية الرابعة (اصطلاح صاغه المهندس والاقتصادي البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس) فهي تعبر عن الثورة الصناعية الجديدة، عصر "إنترنت الأشياء"، حيث تتواصل جميع مكونات المصنع مع بعضها البعض: الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، المركبات المستقلة، الطابعات ثلاثية الأبعاد، تكنولوجيا النانو، البيوتكنولوجيا، علوم المواد، تخزين الطاقة والحوسبة الكمومية. يشير شواب إلى أننا قاب قوسين أو أدنى من ثورة تكنولوجية ستغير أسلوب حياتنا، عملنا وتواصلنا مع بعضنا البعض بمائة وثمانين درجة.
تضع الثورة الرابعة تحديات هائلة أمام المصمم الصناعي الذي ينمو فيها، حيث أنها تطرح أسئلة أساسية جديدة كان يُنظر إليها سابقًا على أنها مستقبلية وبعيدة، وديستوبية حتى.
وفي الوقت نفسه، نحن شاهدون على ازدهار أداة المصمم الصناعي الرئيسية: "التفكير التصميمي" الذي يجسد مجموعة متنوعة من ممارسات المصمم الصناعي وأصبح، ظاهريًا، أداة عمل دقيقة يمكن تكييفها مع أي مجال. تحول "التفكير التصميمي" من سر مخفي وقطاعي، إلى مصطلح شائع يستخدَم بطريقة غير مسؤولة تقريبا حتى في أماكن عديدة.
تسمح مجموعة الأدوات المكتسبة في "المدرسة" المعاصرة، وهي الـ DNA الذي يتميز به قسم التصميم الصناعي في بتسلئيل، للطالب بالعمل والإبداع في مجالات واسعة من أجل عالم أفضل يكون الإنسان في مركزه بينما يعيش بانسجام واحترام لبيئته الحضرية والطبيعية.
المجالات التي تدرّس في القسم، سواء كانت تتعامل مع سيميائية الشكل أو التقنيات التقليدية أو الرقمية، سواء كانت تتناول الاستدامة أو تستجيب بشكل ناقد لعالم التصميم والاستهلاك، تستجيب بأساسها للفترة التي نعيش فيها وتعكس العلاقة بين الإنسان والحيز الثقافي، التكنولوجي، الاجتماعي والعالمي الذي يعيش فيه.
تعمل الثورة الصناعية الحالية بكامل قوتها لتغيير النظام العالمي، فهي تخلق فرصًا جديدة وتهمّش مجالات كاملة. في أوقات كهذه، يعتبر المصمم الصناعي "جناح أيسر أحيانًا"، "رئيس حربة" أو "حارس مرمى" يواجه هجمات التغييرات المتكررة في عالمنا. قدرته التكهنية الفريدة تسمح له بفحص واستكشاف العلاقات الجديدة المتغيرة باستمرار. يعمل المصمم الصناعي الجديد مع مجموعة أدواته المميزة، التفكير المرن الذي يتنقل بين الحقيقي والتكهني وينتج قيمة كبيرة وجديدة حيال التغيرات المستمرة.